موقف الرياض من "صفر كربون"
كتب سيرغي مانوكوف، في "إكسبرت أونلاين"، حول الضغوط البيئية على إنتاج النفط السعودي ورد المملكة.
وجاء في المقال: لم تترك خارطة طريق الوكالة الدولية للطاقة (IEA) حول إيصال انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون إلى الصفر بحلول العام 2050 انطباعا خاصا لدى وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان. حتى إن مهندس الطاقة السعودي الأول قارنها بمفهوم "La-la-land" المعروف في هوليوود، ويعني فقدان الارتباط بالواقع.
بالنسبة لأكبر منتج للنفط في العالم، أي المملكة العربية السعودية، وفقا للأمير عبد العزيز، لا توجد مخاوف وجودية بشأن الطاقة والبيئة. وقد حذرت منظمة أوبك، التي تقودها المملكة العربية السعودية عمليا، وإن يكن بشكل غير رسمي، من أن تنفيذ خارطة طريق وكالة الطاقة الدولية من شأنه زعزعة استقرار سوق النفط وإلحاق أضرار جسيمة بالاستثمارات في صناعة النفط والغاز، ومعها اقتصادات أعضاء الكارتل النفطي.
من المرجح أن تسمح تكاليف الإنتاج المنخفضة للمملكة العربية السعودية بالصمود حتى بعد الانخفاض الحتمي في الطلب على "الذهب الأسود". ففي المملكة، حسب شركة بريتيش بتروليوم، قرابة 300 مليار برميل من النفط المستكشف، أي أكثر بكثير مما لدى روسيا والولايات المتحدة. وبمتوسط مستوى الإنتاج النفطي في المملكة العربية السعودية في العام 2019 البالغ 9.8 مليون برميل في اليوم، سوف تستمر احتياطيات الرياض المؤكدة من النفط لأكثر من 82 عاما.
على عكس أرامكو، تخطط أكبر شركات الطاقة في أوروبا والولايات المتحدة لخفض إنتاج النفط والغاز والتحول إلى مصادر الطاقة المتجددة من أجل تقليل الانبعاثات. بالطبع، تتمتع الشركات المملوكة للدولة، مثل أرامكو، بحماية أفضل من نظيراتها التجارية لمقاومة الضغوط البيئية نحو إجبار منتجي النفط والغاز على التخلي عنهما.
وعلى الرغم من حقيقة أن عائدات النفط تشكل نصيب الأسد في ميزانية المملكة، فإن الرياض، وفقا للأمير (عبد العزيز)، تستثمر بقوة في أنواع أخرى من الطاقة. ففي السنوات الأخيرة، أعلنت المملكة العربية السعودية عن إطلاق عدة مشاريع كبيرة لتطوير الطاقة الشمسية، وتنفق أيضا مليارات الدولارات على تطوير طاقة الهيدروجين.